أخطأتهم النار وفرّوا الى خطأ الحياة
حملوا قبورهم معهم بحثا عن بريّة خاوية
لم يبقَ ندامى لديهم
فسامروا الخرائب والحرائق والرماد
نهاراتٌ سود يصطبغون بسخامها
وليالٍ تمطر نجوما حارقة
باحثين عن بقية عُمْرٍ انزوى بين أشلاء الموتى
وهي تُطعم الكلاب والذئاب البشرية
احترقت مفكراتهم وألبوماتهم في مدخنةٍ
أعدت للناجين موتى الحياة
انقرضت أمانيهم وصارت لقى اثرية مزيّفة
هم تماثيل في متحف الشمع
يذوبون في اول لسعة ذكرى
جاهزون للعرض كمسالخ معلّقة
على مساميرَ وكِلاّبات الجزارة
تستطيع ان تصافحهم وتربت على اكتافهم
منهم أوثان يباركها سدنة الحرب
أبدلوا حرير مفارشهم بالتراب
ووساداتهم المحشوة بريش النعام أضحتْ صخورا
مثل قلوب جنرالات الحرب
هي ذي أرواحهم البور أنبتت دغلا وشوكاً
عيونهم غائرة مثل مومياء مباعة
لأفّاقي السرقات الأثَريّة
خطاهم خطى الاشباح الضالّة
يحسب قلبُهم انهم على قيد الحياة
لكن عزازيل موقنٌ أنه قبض نفوسهم بيديه
غير انه لم يلحق بالروح السابعة
العالقة بذيول القطط
لذا عليهم ان ينفكّوا من أسارهِ ويثبتوا العكس
عليهم ان يقدّموا استعطافا الى الله
ليصدر أمرا إداريا كي يعودوا لسابق عهدهم
الى جنّتهم الصغيرة
حيث البيت والنسل والتسوّق ومشاهدة التلفزيون
متى يعي هؤلاء ان حساباتهم ليست على مايرام ؟!
اخطأت ظنونهم انهم مازالوا أحياءً
تتراءى حروف اسمائهم غائمة ، لاتكاد تُقرأ
في شهادة الحياة
حيث الدمّ والدمع اختلط في صورة القيد
لم يستدَّل على أسمائهم
في سجلاّت الأحوال المدنية
لكنهم ظلّوا يمشون مثل سلحفاةٍ ضالّة
باحثين عن مخدعٍ ناءٍ بين الرمال
جواد غلوم
jawadghhalom@yahoo.com