حتامَ أتوسّل إليك أيها النحس ؟
أقبّل شُباكك المقدّس الساكن أبَداً
علامَ أُمَسّدُ ضريحَك المُلطّخ بالحنّاء
خَفِّف وطأكَ على شغاف روحي
وقْعُـكَ مثل قذيفةٍ صامتة تتشظّى فيَّ
رواقُك مديدٌ عريض في مشفىً يأنس بالموت
اعبث بي كما يحلو لك
لكنْ بتوئدة يا زائري الثقيل الظلّ
اعتصر حشاشة قلبي؛ لكن بملمسٍ ناعم
أهطلْ مدامعي شلاّلاتِ حزنٍ
من صنفٍ عراقيٍّ فريد الطراز
لا تتشفَّ بي ملِيّا
أمرغني في أطيانك وأوحالك
اطرد أيام سُعدي
قطِّعْ أوصالي إرباً إربا
مزِّقْني في منافيك
اضطهدني في وطنٍ عاقّ
خذْ كلّ نفائسي وما ملكت يدي
اجعلني قفرا، نسيا منسيا
عجوزاً ناكداً لا يعبأ به أهلوه
وإيّاك إيّاك أن تقرب جناحيَّ
فهما طائري إلى من أحبّ
قوادمي وخوافِييّ يحملانني ...
صوب أجوائي التي أحبّها
هما رِكابي الذي يسند قدميّ
حين أعتلي صهوتي
قاربي الذي يعبر بي
إلى ضفاف الذكريات الخضر
قِوامي الذي أبرز فيه منتصبا
أمام حاسدي وغريمي
لساني الشاتم موبقاتكم
الفاضح سوءاتكم وما حفلتْ أحقادكم
حروفي التي رصصتُها
إطلاقة قاتلة باتجاه شروركم
مدينتي صيّرتموها غابا مرعبا
شوّهتم ملامحها
أظلمتم إشراقتها
أرعبتم دروبها ، مماشيها
أقحلتم اخضرارها
أفزعتم هدأتها
بترْتم رؤوسَ تماثيلها
غنمتم ثرواتها
عبثتم بملاعب صباها
أوسختم بَهيَّ طلعتها
أين أعلو وأنتم بلا رِفعة ؟
أنّى أستريح ومهادُكم خسفٌ ؟
كيف أهرب وتلصصكم خوفٌ
أنا الحيُّ المكفّن بالحتف