دهراً حملتُـك في كفوف الراحة التعبى .. ولكنْ مامللت
فيضاً سفحتُ من الدموع على عنادك
صار نهرا جاريا
لكنّ خطوَك واقفٌ صنَـما كسيحاً
ما دنوتَ وما قربت
تبقى جمادا قاحلا، كِلسا عتيقا ما نقعت
شمساً أضأتُ على سمائك غير أنك ما بزغـتَ ولا طلعت
سمّاً لعقتُ فما عطفتَ وما حنوْت
عميت عيوني ظلمةً خرساء
وذاك زيتُك، ما أضأت
زمنا يغيّبني الرحيل
برّاً وبحراً مُغرقاً
مشياً على الأقدام في التيه الغريب
وأنت أنت كما عهدت
فلا أشرت ولا سألت
حجَرا صوانا ما رخوت
علّقت آمالي بحبلٍ واهنٍ ثم انتظرت ....
لِتمدّ كفّك كي تشدّ وما شددت
فانا المبلل بالأسى، أبقى رطيبا ماجففت
ماذا دهاك كأن عمرك ماحببت وما اشتعلت !!
حتى الثلوج تريد موسمها الشتاء تحثّهُ :
أوما سخنتَ، أما دفئت
عمرا أطقتك ايها النزق الهلوع وما يئست
وفرشت أهدابي حصيرا مؤنسا
وقلتُ تبقى مدةً تسلو الفؤاد وما ظللت
مليون قنديل أضأتُ طريق لقيانا العتيق
طريق مشواري الممزّق بالغياب وبالصدود
وانت باقٍ في مكانك ما وثَـقْتَ وما وصلت
شِـعْـري يمزّقه اللهيبُ وما اشتعلت
كل احتراقي مرّ بردا أو سلاما
طالما إنّـي وفيت وما غدرت
بقيت أقوى، ما وهنت
يا أنت يا دائي المرابط في دمي
جيشا من الفزع المقيمْ
أوما نأيت، أما بعدت
جاء العفيف اليك يستجدي الغرام فما عشقت
الشرفة السوداء أعلنت الحداد فما حزنت ولا بكيت
الريح ضيّعت التحايا والسلام ولا اهتممت
نسي السؤال حروفهُ
وذا لسانك صامت؛ وَثَـنا مقيتاً ... ما أجبت
حتى الأغاني لاحقتْـك وما سمعت ولا طربت
من أنت، هل ماءٌ عديم اللونِ ؟!
لاطعمٌ شهيٌّ رائقٌ حتى غصصتُ اذ احتسيت
ماءٌ تمازجَ مرغما في حوض زيت
هل انت نبْضٌ ميّتٌ، تبقى تدقّ : أنا انتهيت
واذا جمالك باهتٌ
ومذاقُ شهد الريق لوّثه الحياء
كأن عمرك ماغويت وما سحرت ولا أنست
وما رعدت وما برقت وما مطرت
غلق الزمان عصوره
أبوابه صدأت رتاجاً مهملاً
لا تقلْ اني مضيت
ولم تعد سـكَـنا وبيت
فذا المكان جهنّمٌ
تلك الربوع قيامة
سيطالك اللهب العريض
أنّى مضيت وحيثما زمنا ثويت
مادام جرحي نازفا
واللهِ ما أدري
هل مِن سهام عيونك النزف المديد ؟
أم من يمينِك وهي تلعب بالكميت !!
جواد غلوم
jawadghalom@yahoo.com