مرحبا يازينة القلبِ ويا بلسمَ شعري
هو ذا النورس قد حطّ على صفحة نهري
طيّبُ الأنفاسِ فاستيقظ عمري
كنت قبل اليوم عشقا تائها بين وفاءٍ ثمّ غدرِ
كنتُ كاسمٍ عالقٍ في حرفِ جرّ
تارةً أغدو حزيناً
تارة أخرى شجيا مثل طيرِ
هازئا بالعمر في مسلكهِ إيّان يسري
يا تُرى يحيا صباحا
او يوارى وقت عصرِ
حالما جئتِ كبشرى أينعتْ من كلّ خير
معدن الماسِ ومهوى كلّ تبْرِ
أنتِ أيقظتِ سباتي
أنتِ من وسّع صدري
أنتِ بلّلت خيالي
مطرا ، أعذب قطرِ
كأسك الرائق خمرا
أنت قد أسقيتنيهِ
لم أزل في حال سكر
أنتِ مهّدتِ طريقي
سالكا أمتع برّ
كنتِ كالنسمة عطرا
تنتشي من موج بحر
يدك البيضاء من طبّب جرحي
حبّك الأشجع من أطلق أسري
كنت محجورا
نديمي وهج شعري
كنتِ بردا ، نثَّ ثلجٍ
أطفأت جذوة جمري
لم يزل ريقك خمرا
مسكِرا إنْ شحّ خمري
فزعاً كانت حياتي
مثل سيفٍ فوق نحرِ
جزعاً كنت أعاني
وكثيرا عيلَ صبري
شَعرك الفاحم منثالٌ
على أحرفِ شِعري
روحك الملأى وفاءً
تتغذى منك رَوحاً
ناشراً أضوعَ عطرِ
شاعرٌ قد نال كنزاً
بعد أنْ عاش بفقرِ
نسي النسوة فيها
بين بيضٍ ؛ بين سمرِ
كنت مفضوحا بهتكي
هي غطّتني بستري
أغرقتْ مفتاح سرّي
ضيّعته وسط بئرِ
حلوةٌ تحفظ عهدا
شكلها السحريّ يغري
كلها دفٌ لذيذٌ
موقدٌ في ليلِ قــرِّ
دفقتْ ينبوع خيرٍ
وخلتْ من كلّ شرِّ
كلما أطللتِ بانتْ
غبطةٌ شعّتْ بثغري
ثروتي في يوم نحْسٍ
موئلي الثرّ وذخري
كيفَ أحببتَ ملاكاً
لاتسلْني لست أدري
جواد غلوم
jawadghalom@yahoo.com