رمَضانُ هذا العامُ ليسَ ككُلِّ عام فلقد أطلّ من الزّحامِ بلا زحام ما أكثرَ الجوعى لَديه ، وما أقلَّهُمُ الصّيام!
جَمَّعتُ نفسي في ضَبابِ الأمنيات ورِسَمتُ لي بأصابِعِ الشَّوقِ ارتِعاشاتِ الطَّريق من زئبَقِ الصَّمتِ انتشَلتُ بَراعَتي..
الليلُ ملهاةُ من عاشوا بلا جِهَةٍ تحتاجُ نهضتَهُم، أو تَستَفيقُ على أضواءِ خُطوَتَهِم.. واللّيلُ يرتَحِلُ.. ما في الصّدى خَلَلُ...
ما عادَ يُمكِنُ أن أسافِرَ في سؤالٍ لا جوابَ يطيقُهُ لأكونَ لونًا للتّجانُسِ بينَ ما اصطَنَعوا، وما آلَيتُ ألا يَنطَلي يومًا عَلّيَّ مِنَ التّخاريفِ التي وُلِدَت بلا أبوينِ تحديدًا.. وتخطيطًا لما
مُحالٌ أن يَصُدَّ الحُبُّ بابا = أيُشقيني الجَوابُ .. ولا جَوابا ركبتُ الصَّعبَ بحثًا عن كَيانٍ = فَصارَتني الجِهاتُ هُنا صِعابا وكم أدنَيتُ لونَ العُذرِ منّي = فضَيَّعتُ الرّؤى والعذرُ غابا فما أشقاكَ يا قلبًا تَوانى = وها نوديتَ: قم ودّع صَحابا...