مخزنٌ كبيرٌ يقفُ عندَ مدخَلِهِ، رجلٌ كبيرُ السِّنِّ خلفَ مِنْضَدَةٍ كبيرةٍ، يُنجِزُ إجراءآتِ الْبيعِ للزبائنِ، وتلك هي مَهَمَّتُه . كان مُنشغِلًا، مُتَحَمِّسًا، مُتَفاعِلًا في عملهِ، بَيْدَ أنَّهُ في لحظةٍ ما، تَوقَّفَ وقد لاحَ الانْشِراحُ على وجههِ،...
قلتُ كَمْ أتَمَنّى أنْ أزورَ الْبَصْرَةْ* سَتَظَلُّ لِلْبَصْرَةِ في قلبِيَ حَسْرةْ سَتَراني في هُيامٍ حينَ أدْخُلُها..... سوفَ أنْحو شَطْرَ ذيّاكَ المَقامْ لا شيْءَ عندي غيرَ إلْقاءِ السَّلامْ سوفَ أطْوي الأرضَ طَيْ ثم أجْثو عند قبرٍ قد دَرَس...
إعلمْ أنَّ الحِكمةَ تُؤْتى بالفِطْرَة، وتُنَمّى بالخِبْرَة . فأِن كُنتَ حكيمًا، فقد اُوتيتَ فضْلًا كبيرًا، ولكِنْ: -- لا تكُنْ حكيمًا بخيلًا تُؤْتى الحكمةَ فَتبخَلُ بها على نفسِكَ، فلا تعملُ بها بما هو خيرٌ لك، فَتُنْتَزَعُ منك. فاِنْ كُنتَ كذلك...
ولقد نظَّرَ الزهاوي فيما نظَّرَ، مسألةَ القوى العاقلةِ بقوله أنَّ : " القوى العاقلةَ، نتيجة لانْقسام الأعمال، وكمية الخلايا القائمة بها في جسد الحيوان ولا سيما في مُخِّه . ومنشأ هذه القوى هو الحسُّ الذي ليس غير الانفعال يمؤثرات المحيط وكلها طبيعية...
كم هو قاسٍ أن تحترقَ في داخلِكَ، فلا أنت بمُخْبِرٍ أحَدًا أنَّكَ تحترق، ولا أحَدٌ بدارٍ أنَّكَ تحترقْ .
إن اسْتطعْتَ أن تصفحَ عمَّن أثْخنَ فيك الجِراح، فاعْلمْ أنَّكَ مُتَرَبِّعٌ في عَلٍ تنظرُ بعَيْنٍ لا كالْعُيونْ . أمّا إن اسْتطعْتَ أن تمنحَ ابتسامةً لِمَنْ أبكاكَ دمًا، فاعْلمْ أنَّكَ من نُخَبِ، تعلو فوق الشُّجونْ .
الرِّجالُ مواقِف، والمواقفُ كواشِف . كواشِفُ للسُّلوكِيّاتِ، فواضحُ لِأصحابِها، ولن يدومَ تَكَلُّف . بل ما صنع التَكَلُّفُ قَطُّ، واحِدًا من الرِّجالِ الرِّجال . أو مِثالًا تحذو حذوَهُ الْأجيالْ . ألّا وإِنَّ من الرِّجالِ لَمَنْ يجهلُ حَدَّهْ،...
القلبُ إمّا أنْ يكونَ سليمًا، وإمّا أنْ يكونَ سقيما . ألا وإنَّ أخشى ما يُخشى على القلبِ السليمِ، شيطانٌ رجيمٌ، فلا شغلَ للشيطانِ بالقلبِ السَّقيم ! طَهِّرْ قلبَك كي يكونَ سليمًا، ثم حافظْ عليه من عبثِ الشياطين .
يقولُ شاعرُنا الزهاويُّ في وجود الحياة على الارض : "وأعتقد أنَّ وجودَ الحياةِ على الارض، هو من طبيعة موادِّ الارض، فلم يأتِ إليها محمولًا على ظهر الرُّجُم من عوالمَ أُخَر كما قال احدهم . والارض كما علمتَ من بعض نظرياتي، لم تكن قد انفصلت عن الشمس، وه...
ها أنذا أشعُرُ أنَّ ثَمَّةَ ما يُلِحُّ عَلَيَّ بأنْ أخرُجَ من مِحْرابيَ في هذه الْهَدْأةِ من الليل ! سكونٌ تامٌّ يتخلَّلُ ما حولي، ولو أنَّ نملةً دبَّتْ بقُرْبي سمِعتُ دَبيبَها ! لا أكادُ أمَيِّزُ الزَّمنَ وكأنَّه قد انْعدم . جلسْتُ أتطلَّعُ في سما...