أقسى الْمناظِرِ أن أرى طفلاً جائعًا، ينظرُ أقرانًا لهُ وهم يأكلون . او طفلًا عليهِ ملابسُ رثَّةٌ، يُلقي نظراتِه على حُلْوِ ما يلبسُهُ آخرون . آهٍ ثُمَّ آهْ مناظرُ تحكي كلَّ شَيْءٍ، وإنْ غابت بناتُ الشِّفاهْ . طوبى لِمَنْ أدركَ فتَحَرَّكْ...
أَلا وإنَّ أشَدَّ الأشياءِ إيلامًا في النَّفس، أَن أرى مُتَمَجْهِدًا، قرأ النَّزْرَ اليسيرَ في فرعٍ من فروعِ العلمِ، فراحَ، في يومٍ وليلة، يَتَنَطَّعُ فيما ليس هو أهلاً لهُ جهلاً ووقاحةً، ضارباً عرضَ الحائِطِ، ما بذلهُ الأكابِرُ من عُلماءِ الأمةِ، في...
وللزهاوي كلامٌ في المدِّ والجزر، وكالعادة هو يرفض علاقتهما بمسألة الجاذبية، فليس ثمةَ في عرفه جذبٌ بل هو الدفعُ رضي الراضون أم أبى الآبون، ويقول ان الفلاسفة قد علّلوا المدَّ والجزرَ على أنه جذبُ كلٍّ من القمر والشمس، كلاهما أو على انْفراد، لمياه الأر...
أخالُني أنّى مَشيتُ، تُكلِّمُني الْأحجارُ والْأنهارُ والْأَطيارُ والْأشجارُ، فتقولُ لي أنّي لسْتُ إلّا شَكْلًا آخرَ من أشكالِ الخَلْقِ لا أختَلِفُ عنها، فلِكُلٍّ روحُ ولِكُلٍّ حياةُ، غيرَ أنّي مُنِحْتُ ما لم تُمْنَحْ، لِأنّي كُلِّفْتُ بما لم تُكَلَّف...
في بدايةِ عامِ 2015، كنتُ قد أنْهيتُ يومَ عملٍ مُتْعِبٍ، وغادرتُ مُيمِّماً وجهي شطرَ بيتي في إحدى ضواحي بوستن في ولاية ماستشوستس الأمريكية . كان الوقتُ ليلاً وكانت السماءُ تجودُ بمطرٍ لم أعهدْ له مثيلاً من قبلُ في هذه المدينة، وخِلْتُ أنها تنوي إفرا...
يرى الزهاويٌّ أنَّ السُّدُمَ التي تُشاهَدُ في المَجَرَّةِ (وأظنُّهُ هنا يقصِد مَجَرَّتَنا، مَجَرَّةَ دربِ التَّبّانَة)، ليست كما يظنُّ العلماءُ أنَّها مادةٌ غازيَّةٌ أخذت أجزاؤُها تتكاثفُ فتشع حرارةً ونوراً، وإنما هي شموسٌ هَرِمَتْ فأخذت تنْحلُّ بشكل...
زارني صديقٌ لي فَرِحًا لِيقولَ لي أنَّهُ حَقَّقَ نجاحاً عَمِلَ لِأجلِهِ سنين . شاركتُه الفرحةَ مُهَنِّئًا وقلتُ لهُ فيما قلت، عليكَ بالصَّبرِ فيما أصابَكَ فَأَعظمُ عَطاءٍ يفوقُ ما حققتَ هو عطاءُ الصَّبر . ظلَّ صامِتًا وهو مَأْخوذٌ بشيئٍ من الدهشة ا...
أحَبيبَتي رُزْءٌ أحاطَ بِساحي وَغَدا فُؤادي مُثقَلاً بِجِراحي وتقاسَمَتْ قلبي النوائبُ فَجْأةً وتَعاظَمَتْ بعد الهَنــا أتْراحي وسَئِمْتُ حتى العيشَ بَعْدَكِ مُرْغَماً وغدوتُ أخشى أن يَطولَ نُواحي أحَبيبَتي وأنا أُعيشُ وَوَحْدَتي أنّى جَلسْ...
لم يَبْقَ لي غيرُ التأَوُّهِ يا (فِعالُ) وَلَرُبَّما نَفَدَ التَّأَوُّهُ والسُّؤالُ وَلَرُبَّما لم يَبْقَ لي غيرُ الجَوى في داخلي أقتاتُهُ ..... يَقْتاتُني وأَضُمُّهُ ..... فيَضُمُّني حربٌ تُشَنُّ وذي الحروبُ سِجالُ وأكادُ من فَرْطِ الهوى أرْنو...
نتعرض هنا لما قاله الزهاوي في حرارة الشمس (ونورها) على حد تعبيره في (المُجْمَل مما أرى) . ونحن كما في الحلقات السابقة لا نبتغي إلاّ الوقوفَ على النزعة المتمكنة في هذا الرجل الموسوعي إلى اقتحام ميدان العلم حسب ما كان يراه، وما توفر لديه من مصادر. فإذ...