دقتْ السادسه/الموعدُ انتهى /دقتْ السادسه لنْ أختفي،/حينما تُطفئينَ الإناره../وتُسدلين الستاره..
يُنبِئُني ثلجُ هذه السنة/ أنني إنْ مكثتُ.. / سأقيمُ في ارتعاشٍ دائمفكل ما أعددتُه للمكوث من شموع،/تمنحُ ظلي المخيفَ رهبةً،/قد انطفأتْ،/حين انطفأتُ..
أُزرَعُ،/ثم أنبتُ،/ أتمزقْ./مِنْ بُرعمٍ أطلعُ، /فأستحيل زهرةً بلا رونقْ./وأفوح بعبقٍ دبقْ،/مثل ضباب الدجى، بعد شروقِ الشمسِ يتسرب.
يقولون: /ارحلْ عن الينبوعِ،/ ارحلْ.. /دعْ هطولَ الماء/ ونمْ على جبلٍ من الأرق، /ارحلْ عن الواحاتِ،/ ارحلْ عن دموعِها ودعْ أيَّ شيءٍ فيهِ ماء..
أنا استمع إليكِ /أيتها النُّصُبُ المستعارةُ من وطني/أنا استمع إليكَ، أيها الثورُ المجنحُ/النائمُ في متاحفِ الغرب /جئتك وفي جعبتي،/بطاقة دخول
لو رأيتموني برماحي/ في الفلوات،وعصَّابةِِ رأسي المحشوَّة، بريشِ العُقبان،/وجسدي المغطى بأوراقِِ التوت/وأنا أعدو بين الأشجار
هكذا يحتضرُ النهرْ/كما يحتضرُ الثعبانُ، /في القَفرْ سالَ عَرَقُ المساءِ فوقي،/وارتمى مثلَ عباءَةٍ رَثَّهْ./وتَعفَّنَتْ ضلوعُ الشتاءْ
الذكرياتُ الوحيدةُ،/ تُركَنُ على الرفِّ، وتُهمَل.. /وجوهٌ دامعةٌ، تباعدُها المحطاتُ،/قطارٌ يُغادرُ ذاتَ غفلةٍ،/ يطرقُ إيقاعَ الوداع،
منذُ أن كانت الأرضُ أمامي/غمامةً حائرة والشمسُ حجبتْ أشعَّتَها/عن فراشي المبقَّعِ بعَرقي الأصفَرْ
أعرفُ أنني إذا غادرتُ قريتي/حافياً على ظهرِ أتانٍٍ بيضاء،/مصطحباً عُكَّازيَ الأثري ومعي يَباسُ إكسيرٍ،/مِن طَمْيٍ القصائد../سألقى حتفي بزحمةِِ الحضاره.