وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟/مَوَاسِمُ وَرْدِنَا سِيقَتْ لَهَا الرِّيحُ وَقُلْنَا جَاءَنا نَسَمٌ لَهُ رِيحُ/فَهَبَّتْ في حُدُودِ الْبَيتِ وَانْتَشَرَتْ مَفَاتِنُهَا
قَلَمٌ إِذَا وَضَعَ الْجَبِينَ عَلى مُصَلاّهُ ارْتخَى/تَتَخَطَّفُ العَثَرَاتُ لَونَ حُرُوفِهِ وَالْخَوفُ رَقَّقَ حِبْرَهُ/أَلْقَاهُ مَحْمُوماً عَلى حُلْمِ الرَّخَا/تَتَعَجَّبُ الْوَرَقاتُ مِنْ كَلِمَاتِهِ
أَمْشِي بَينَ الْكَلِمَاتِ لَعَلَّ اسْماً يَسْمُو لي بَينَ حَوَاشِي الصَّدْمَةِ../أَشْبُكُهُ بِخِطَامِ الْغُصَّةِ وَالأَنْبَاءُ تَجِيشُ عَلى الْبَصَرِ وَأَوَاسِي أُمَّاً في رُومَا تَبْكِي ابْناً عَانَقَ لَوزَةَ حُبٍّ في بَلَدِي/وَالْحُبُّ يَنُوءُ وَ...
رَحَلُوا عَلى ظَهْرِ التَّشَفِّي../وَالْقُلُوبُ حَوَتْ رِمَاحاً مُشْرَعَهْ رَحَلُوا وَشَمْعُ قُبُورِهِمْ يَخْبُو مِنَ الرِّيحِ الّتي هَبَّتْ عَلَيهٍ لِتَنْزِعَهْ/رَحَلُوا وَشَمْسُ سَمَائِهِمْ أَلْقَتْ ضَفَائِرَهَا تُبَلِّلُ ظِلَّهَا
عَلى طَرَفٍ مِنَ الدُّنْيَا كَسَونَا الرُّوحَ أَوهَامَا وَصِرْنَا نَظْعَنُ الأَوطَانَ في صَمْتٍ وَنَسْكُنُ في حَقَائِبِنَا
وَمَا يُبْكِيكَ يَا وَلَدِي؟/أَبُوكَ مَشَى عَلَى طُرُقٍ.. وَيَحْسَبُ أَنَّهَا تَهْدِي إلى الْعَينِ الَّتي كَانَتْ عَلَى مَرْمًى مِنَ السُّقْيَا/لِيَغْرِفَ مِنْ مَرَارَتِهَا أَغَانِيَ تَكْشِفُ الرُّؤْيَا
نَظَرَتْ بِعَينٍ سَامَهَا فَزَعُ النَّوَى/فَرَأَيتُ بَرْقَ دُمُوعِهَا قَدْ قَفَّ لِي تَتَسَاءَلُ/أَرَضِيتَ أَنْ تَنْسَابَ في وَكْرِ الْهَوَى؟
رَأَتْنِي ضَامِرَ الْجَسَدِ /أُقَبِّلُ جَفْنَ سَيفٍ كَانَ مَصْلُوبَا عَلَى سُورٍ مِنَ التَّارِيخِ والصُّوَرِ/وَلَمْ يَسْطَعْ مِنَ الأَثْقَالِ وَالْكَمَدِ
مَنْ ذَا الّذِي خَرَقَ السَّفِينَةَ واحْتَفَى؟/وَيْلٌ لَهُمْ خَرَقُوا السَّفِينةَ وَامْتَطَوْا خَلَجَاتِهَا/وَتَنَاوَمُوا كَيْ لا يَرَوْا زَفَرَاتِهَا
لم أذكرِ العسلَ المصفَّى أو شراباً سائِغا/أو خمرَ دُنيا بالفؤادِ ولا صُروحاً تُبتغَى لم أجلبِ البارودَ يوماً للوغَى /أنهارُكم لا تُرتجَى/لكنّني قد أعصرُ العينينِ أنعى نبعَكمْ